جائزة جديدة لـ “عكاشة” فى باريس

بقلم د/ محمد الناصر
ناقد وفنان تشكيلي بالأهرام

اكتوبر 2003

حصل الفنان المصرى “عبد الرازق عكاشة” المقيم بباريس على الجائزة الكبرى لصالون الخريف الخامس والعشرين والمقام هذا العام2003 فى مدينة بونت كونت على حدود العاصمة الفرنسية باريس، وهى الجائزة السادسة لـ “عكاشة” فى فرنسا خلال مشواره الباريسى، الذى بدأ منذ عام 1993م، وهى الجائزة رقم 12 دولياً، وحصل عليها عن اللوحة التى تحمل عنوان “لا للحرب” وهى تمثل صرخة ضمير ضد الحرب الأخيرة واحتلال العراق

وقد حصل “عكاشة” على جميع أصوات لجنة التحكيم، وهو ما حدث لأول مرة فى تاريخ الصالون، واعتمدت فكرة عمله المشارك على الجدران التى تحمل مشاعر الناس العادية، هذه الجدران التى تتحول إلى منشور غضب وثورة، من خلال الشعارات التى تكتب والرسوم الفطرية على هذه الجدران، وفى الوقت نفسه وجد “عكاشة” الجدران الفرنسية وقت الحرب تحمل تناقضاً عجيباً فبين الشعارات الرافضة للحرب هناك أفيشات للحب والجنس، فى تناقض عجيب لذلك سعى “عكاشة” فى نقل هذه المشاهد إلى أعماله تحت عنوان “جنس وحرب”

 

واعتمد “عكاشة” على فكرة نقل الأفيش والإحساس بتقطيع الورق بأسلوب الكولاج، ليظهر تناقض الألوان مع حالة الغضب والثورة والثورة والرفض التى تعلنها الجدران الفرنسية.. كما نخلق جمالية خاصة من التضاد، فعكاشة يمشى فى باريس محملاً بعيون مفتوحة وبصيرة يقظة يقف أمام الظاهرة ويحللها ويفكر فيها، ليخرج عمله محملاً بكل الاختزالات البصرية .